أرجوحة الموت
حسن بن عبده آل صميلي – شَاعر سعوديّ
قمري حكاياتي أتَتْ لًهْفَـــــى
فعلام يركض في دمي المنفــــى؟
نوءان تصرخُ بين أَقْبـِـيـَـتـِـي
وعلى الصِّراطِ حضنتُ لي نزْفـا
في سَوْرَةِ الشُّبَّاكِ أســـــــئلــةُ
ترتــادُ بين أضالــعي الحــــرفــا
ثوب الأسى كاسٍ حقائــــــبنا
فلمن أشيِّــــعُ يـا تُرى الخــــوفــا؟
صوتي الشريدُ يعود من ظمإٍ
ليلمَّ في تَغْــريــبــتي الطَّــــيفـــا
فترودُنا الحســـــــراتُ زنبقةً
في حضنها يسَّــــاقط المـــــرفــا
ونطلُّ في الشُّرُفاتِ تحبســنا
أرجـــوحة الموت الذي يخفــــى
وجريدتي في الرفِّ صـامتةٌ
تحـــدو الـــرِّواءَ وتلثـمُ الـرفَّــــا
أبـكتْ علـــى قُبــلاتنا وبــها
نـــايٌ يرتِّــلُ حـــولــها الــعزفـا؟
أم أنَّ خلــــف طريقنا شــفةً
خـــرْســــاءَ ترقبُ بيْـننا المنْفـى؟
عَبـثاً سأسْكبُ ماءَ حنجرتي
وجنــونُ تَــمْـتَــمتي بــدا زيْـــفا
وجـــعٌ تلبَّـــسَ حَيْرَتي وأنا
فـــي زَوْرَقِ النَّيْسَــانِ لي مَغْفَا
وأُمَوْسِقُ الـذِّكْرى بأرصفتي
عــلَّ الشِّـــتاءَ يضَمِّـــدُ الصَّـيفا
وأنا أنا خــــلفَ المزَارِ فمٌ
يَبْــتَـــلُّ من وَجـْهِ المدى خَــوْفا
لمَّا أَزَحْتُ غبـــارَ أغنيتي
مدَّ الوقـــــوفُ لأَضْلُعي الكفَّــــا
وأَناملُ الطُّرُقــاتِ تَخْنُقُني
كـالظِّلِّ يــرْقبُ هــاهُــنا الحَــتْفا
ما زلْتُ أعْبثُ فيكِ لُؤلُؤتي
وأُجَـــفِّــفُ المِنْــدِيــــلَ والطِّرْفا
ويَدُ اشْتِهَاءاتِي تلوحُ على
أُيْقُــــونَةٍ في اللــــوْحِ لا تَخْفـــى
حتى إذا غنَّـــتْ فَرَادِيسي
ومَضَتْ تُؤَثِّثُ دَاخِــلي النِّصْفـــا
أَيْقَنْتُ أنَّ الليــــلَ أغنيـــةٌ
بيضاءُ تَجْمَعُ في دمـي الحَرْفــــا
0 تعليق