رقية البريدية – شَاعِرَة عُمانيّة
مـَــا أَكْذَبَ اللَّيْلَ يَحْكِي عَـنْ بُطُولَتِهِ
و الْحُـــزْنُ يُتْلِفُـــهُ فِي عَيْـنِ مُغْتَرِبِ
فِي كُـــــــلِّ زَاوِيَــةٍ حَـرْفٌ وَخــارِطَةٌ
و بــاقَةٌ مِنْ جِهــاتِ الْخَوْفِ و التَّعَبِ
تَقْتــاتُ مِنْ ظَمــأِ الأحْلاَمِ هــَالَتُــهُ
لتَنْطَفِئْ فجأةً دَوَّامَــةُ الْكَذِبِ
يَأْسٌ يُزَاوِرُه حِينــًا و يَتْرُكـُهُ
إنْ ضــاجَعَتْهُ سِنِينُ الشَّوْقِ و الْوَصَبِ
***
خِطِيئَةُ اللَّيْلِ أَنَّ لا ذَنْبَ يُرْهِقُهُ
وأنّهُ ســاحَةٌ مَقْطُوعَةُ السَّبَبِ
كأنَهُ حِينَ يَبْكِي فِي تَعَثُّرِهِ
يُرِيدُنَــا فِي جَحِيِمِ الطَّيْش و الشَّغَبِ
يُمْلِي عَلَيْنــا مِنَ الأوْجــاعِ مَلْحَمَةً
مَشْحُونَةً دَأبـهــا الإسْرَافُ بالصَّخَبِ
***
فِي دَاخِلِي سُورَةٌ لَيْلِي يُرَتِّلُهــا
و قِصَّةٌ ثَمْلَةٌ مَكْسُورةُ الْهُدُبِ
تَحْكِي عَنْ الْحُزْنِ يَبْكِي فِي تَهَجُّدِهِ
فتــاهَ بَيْنَ صَهِيلِ الدَّمْعِ و الشُّهُبِ
مــا جِئْتُ سائِلَةً مِنْ دَمْعِهِ قُبَلاً
لَكِنَّ جُرْحًــا عَلى ذِكْرَايَ لَمْ يَطِبِ
أُلَمْلِمُ الْحُبَّ إيمـَــانًــا بِهَيْبَتِهِ
فِي حَضْرَةِ الصِّدْقِ إنْ لاَذَتْ بِهِ كُتُبِي
مَــا أَكْثَرَ الْشِّعْرَ يَغْفُو فِي مُخَيِّلَتِي
و مــا لَهُ فِي غِيــابِ الْحُزْنِ مِنْ رُتَبِ!!
***
يـَــا عَــابِرًا فِي ثَــنَــايَــا الرُّوحِ أُغْنِيَةً
بَعْدَ الْغِيــابِ سَرى يَجْثُو عَلى الرُّكَبِ
قُمْ و انْتَعِلْ زَمَنًــا مَــاءُ انْتِـشَــاءَتِهِ
قَدْ دَنَّسَتْهُ سِنِينُ الْوَجْدِ و الطَّرَبِ
قِيثــارَةُ اللَّيْلِ أَضْـــواءٌ يُرَاقِصُهــا
و نـــايُهُ شَمْعَـــةٌ مَفْتُونَةُ اللهَبِ