مجتبى التتان – شاعر بحرينيّ
نزَفَتْ لِفَـقدِكَ في السَّماءِ جِراحُ
حِينَ التَـقَـتْ أحزانَها الأفراحُ
ومَشَى لِمَنزِلِكَ الكبـيـرِ بِرُوحِنا
حُلُمٌ وزَهرٌ يانِعٌ وصَباحُ
اليَومَ يَـنطَفِئُ الزَّمانُ بِأَسرِهِ
وَيَـظَـلُّ قَـلبُـكَ وَحدَه المِصباحُ
اليومَ تَرجِعُ يا شَهيدُ يَحُفُّـكَ الـ
ــوَردُ المُضِيءُ وعِطرُهُ الفَوَّاحُ
لِتَـقُولَ: أُمِّي يا حَبِـيـبَةُ زَغرِدِي
فَـرَحاً وَسَـلِّي إِخوَتِي لَو نَاحُوا
وَتَصوغَ مِن وَجَعِ الأَماكِنِ سِدْرَةً
يَـشدُو عَلَيها الطَّائِرُ الصَّدَّاحُ
فَتَـطِيرُ مُهجَتُها إلَيكَ كَأنَّها
دَمعٌ يَطِيرُ ولُؤْلُؤٌ و وِشاحُ
تَأتي وفي كَفَّيكَ حَقْلُ كَرامةٍ
بِرِدائِها يَـتَـدَثَّـرُ الفَلاحُ
تَأتي فَـتَركُضُ نَحوَكَ ابنَتُـكَ التي
في مُقْـلَـتَـيها مُذْ رَحَلْتَ نِياحُ
وأرَى بِعَينَيكَ اللتَينِ أَضاءَتا
طِفلاً يَـنامُ وطِفلَةَ تَـرتـاحُ
اليَومَ إِذ تَـقِـفُ الحَقِيقَةُ شاهِداً
حَياً علَى ما قَد جَناهُ سِلاحُ
يَـتَـدَفَّقُ الدَّمُّ الغَـزِيرُ قَصِيدَةً
عَنْها السُّـيُوفُ بِعارِها تَــنزاحُ
قُلْ لِلذي أَدْمَى جَناحَكَ سَيفُهُ
سَيَعُودُ إنْ قُطِعَ الجَـناحُ جَـناحُ
لِي يا سِنِيـنَ القَهرِ بابٌ لِلعُلا
وَبِراحَتِي يَـتَحَدَّثُ المِفتاحُ
لِي قِصَّةٌ ما خابَ ظَنُّ شُخُوصِها
فَالحَقُّ فِيها لِلجَمِيعِ مُتاحُ
عَينَايَ دَمْعُ حَدِيقَةٍ عَنْ عِـزِّها
يَـتَحَدَّثُ الزَّيْـتُـونُ والتُّـفَاحُ
العِـزُّ أَنْ تَحيَا حَياةَ شَهامَةٍ
والذُّلُّ ما يَختَـارُهُ السَّـفَّاحُ
قُمْ يا شَهِيـدُ استَـقْبِل الوَطَنَ الذي
ثارَتْ بِهِ الأشجارُ والأَدواحُ
وانـظُرْ إِلَى الجَـسَدِ الذِي فارَقْتَهُ
قَد كَفَّـنَـتْهُ مِن الجِنانِ رِيَاحُ
حُرِّيَّةُ الإنسانِ فِيكَ تَـلَخَّصَتْ
مِن غُربَةٍ سَكَنَتْ بِها الأشباحُ
واللهُ أَلهَمَكَ الحَياةَ بِعِزَّةٍ
فِيها لَنا مُستَـقـبَـلٌ وَصَلاحُ
دَمْعُ النِّهاياتِ السَّعِيدَةِ لَمْ يَـزَلْ
فِي البَدءِ تَـذرِفُهُ لَكَ الأرواحُ