هشام الصقري – شَاعر عُمانيّ
روحٌ بأوجاعِ الزمانِ مُطرّزهْ
وَوَتِيرةٌ بِمُدى النّحيبِ مُهمّزهْ
ويدٌ مُسافرةٌ إلى غيبِ المَدى
تتحَسّسُ الآلامَ وهي مُهزّزهْ
ومُلاءَتي ادّخرتْ لقلبيَ حرّها
حُمّى تخيطُ لِيَ الشُّحوبَ لِتُبرزَهْ
العابرونَ على الجراحِ كنايةً
قد ظنّ مِخلبُها بصدريَ مِغرزَهْ
وَحدي هنا لا شيءَ غير تهجّدي
يُلقي على نعشِ الحروفِ تَحرُّزَهْ
مُذْ كانتِ الكلماتُ صوتاً دافئاً
رَقَصَتْ على بردِ الشتاءِ مُرَجّزهْ
والآنَ لا وحيٌ يُقيلُ تَزَلُّفي
للصبحِ مُنجرداً رُؤاهُ مُحفِّزَهْ
أَوْلَى لخيطِ الفجرِ ينسجُ من دمي
كفناً، فأنْ أحيا لأكبرُ مُعجِزَهْ
الكوبُ منْ عطشِ الرجاء مُشرِّقٌ
شفةٌ مُشَقّقةٌ، وشايٌ أعوَزَهْ
أُزجي إلى صمتي اشتعالَ توجُّعي
فاعتادَ صمتي ساخراً أن يلمزَهْ
صِنَّارة الأحلامِ ما ألقيتُها
إلا لقفتُ بها الوعودَ مُرَمَّزهْ
ما عادَ يُجدي النقشُ في ظهرِ الهوا
وحقيقةُ الأحلامِ غيرُ مُدهْلزَهْ
الليلُ آنيةٌ سكرتُ بخمرِها
سهداً، وقد بلغَ المرادَ وأحرزَهْ
لمّا نزفتُ على السقيفةِ ذِمّةً
بالحبِّ علّقها الوفاءُ مُمَيَّزَهْ
هُمْ مزّقوها، كانَ يُنبِئُ ظُلمُهم
رمحاً بأعماقَ الفؤادِ لِيَغرُزَهْ
ما زالَ هذا الصّبرُ من حِمْلِ الأسى
يمشي وفي قلقٍ يُكابدُ مِخْرَزَهْ
وحشيّةٌ قد عمّدت أنيابَها
موتُ الصباحِ بمُقلتي من جوّزَهْ؟
حتى لحونُ النايِ جئنَ طويلةً
والرُّوحُ تنعمُ بالسعادةِ مُوجَزَهْ
هي هكذا ترتابُ كلُّ حقيقةٌ
والماءُ قد خانَ الجِرارَ مُخَرَّزَهْ
إنّي أخوضُ الآنَ شوطاً في الهوى
ألَماً، ومَبلغُ غايتي أنْ أُنجِزَهْ
حتى أموتَ، وقد تركتُ حكايتي
أحداثُها بالذكرياتِ مُعزّزَهْ
وأغيبَ لا الأحلامُ تذكرُ صورتي
إلا القصيدةَ بالجراحِ مُبَرْوَزَه